يُعدّ الزعفران من أغلى أنواع التوابل في العالم – حيث تبلغ تكلفة 450 جرامًا ما بين 500 دولار و 5000 دولار. ويعود سبب ارتفاع سعره في طريقة الحصاد التي تحتاج عمالة مُكثفة، مما يجعل إنتاجه مكلفًا أيضاً. بدأت المملكة العربية السعودية في التوسع في انتاج الزعفران خصوصا وأن المملكة تستهلك حوالي ثلث الإنتاج العالمي.
يتم حصاد الزعفران يدويًا من زهرة Crocus sativus، المعروفة باسم الزعفران. ينطبق مصطلح “الزعفران” على الهياكل الشبيهة بخيوط الزهرة والتي تسمى وصمة العار. في حين أن أصل الزعفران لا يزال محل نقاش، لكن هناك بعض الأبحاث التي تشير أنه نشأ في إيران. هناك حيث تم تبجيله لخصائصه الطبية. يأكل الناس الزعفران لتعزيز الرغبة الجنسية، وتحسين الحالة المزاجية، وتحسين الذاكرة (1).
في هذا المقال سنشارك معكم أهم 8 فوائد مميزة للزعفران.
1- يُعدّ واحداً من مضادات الأكسدة القوية
يحتوي الزعفران على مجموعة رائعة من المركبات النباتية. تعمل هذه المواد كمضادات للأكسدة – جزيئات تحمي خلاياك من الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي. حيث تشمل مضادات الأكسدة البارزة في الزعفران (2) :
- كروسين
- كروسيتين
- سافرانال
- كايمبفيرول
ويُصنف كل من Crocin، crocetin كأصباغ كاروتينويد مسؤولة عن اللون الأحمر للزعفران. كلا المركبين قد تكون لهما (3):
- خصائص مضادة للاكتئاب
- حماية خلايا الدماغ من التلف التدريجي
- تحسين الالتهاب
- تقليل الشهية
- تساعد على فقدان الوزن
يتميز الزعفران بطعمه ورائحته المميزة. تظهر الأبحاث أنه قد يساعد في تحسين حالتك المزاجية والذاكرة والقدرة على التعلم، وكذلك حماية خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي (4).
وأخيرًا، يوجد الكايمبفيرول في بتلات زهرة الزعفران. تم ربط هذا المركب بالفوائد الصحية، مثل تقليل الالتهاب وخصائصه المضادة للسرطان والنشاط المضاد للاكتئاب.
ملخص :
يتميز الزعفران بتوفره على المركبات النباتية التي تعمل كمضادات للأكسدة ، مثل كروسين ، وكروستين ، وسافرانال ، وكايمبفيرول. تساعد مضادات الأكسدة في حماية خلاياك من الإجهاد التأكسدي.
2- قد يحسن المزاج و يعالج أعراض الاكتئاب
يلقب الزعفران بتوابل الشمس المشرقة. هذا ليس فقط بسبب لونه المميز ولكن أيضًا لأنه قد يساعد في تحسين مزاجك. في مراجعة لخمس دراسات، كانت مكملات الزعفران أكثر فعالية بشكل ملحوظ من الأدوية الوهمية في علاج أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط (5).
كما وجدت دراسات أخرى أن تناول 30 ملغ من الزعفران يوميًا كان بنفس فعالية فلوكستين وإيميبرامين وسيتالوبرام – العلاجات التقليدية للاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، عانى عدد أقل من الآثار الجانبية للزعفران من العلاجات الأخرى (6، 7).
يبدو أن كل من بتلات الزعفران والوصمة التي تشبه الخيوط فعالة ضد الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط. في حين أن هذه النتائج واعدة، إلا أن هناك حاجة لدراسات بشرية أطول مع المزيد من المشاركين قبل أن يوصي الخبراء بالزعفران كعلاج حقيقي للاكتئاب.
ملخص :
قد يساعد الزعفران في علاج أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل تقديم توصيات محددة.
3- قد يكون له خصائص مقاومة للسرطان
يعدّ الزعفران غنياً بمضادات الأكسدة التي تساعد على تحييد الجذور الحرة الضارة. تم ربط ضرر الجذور الحرة بالأمراض المزمنة، مثل السرطان.
في الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار، تبين أن الزعفران ومركباته تقتل بشكل انتقائي خلايا سرطان القولون أو توقف نموها، بينما تترك الخلايا السليمة دون أن تصاب بأذى (8). ينطبق هذا التأثير أيضًا على الجلد ونخاع العظام والبروستاتا والرئة والثدي وعنق الرحم والعديد من الخلايا السرطانية الأخرى (9).
كما وجدت دراسات أنبوبة الاختبار أن الكروسين – أحد مضادات الأكسدة الرئيسية في الزعفران – قد يجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية لأدوية العلاج الكيميائي (10).
في حين أن هذه النتائج من دراسات أنبوب الاختبار واعدة، إلا أن التأثيرات المضادة للسرطان للزعفران لم تتم دراستها بشكل مكثف على البشر، لذلك لا زالت هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث.
ملخص :
يحتوي الزعفران على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، والتي قد تساعد في قتل الخلايا السرطانية مع ترك الخلايا السليمة دون أن تصاب بأذى. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث البشرية.
4- قد يقلل من أعراض الدورة الشهرية
متلازمة ما قبل الحيض (PMS) هي مصطلح يصف الأعراض الجسدية والعاطفية والنفسية التي تحدث قبل بدء الدورة الشهرية. تشير الدراسات إلى أن الزعفران قد يساعد في علاج أعراض الدورة الشهرية.
بالنسبة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 45 عامًا، كان تناول 30 ملغ من الزعفران يوميًا أكثر فعالية من العلاج الوهمي في علاج أعراض الدورة الشهرية، مثل التهيج والصداع والرغبة الشديدة والألم (11).
ووجدت دراسة أخرى أن شم الزعفران ببساطة لمدة 20 دقيقة ساعد في تقليل أعراض الدورة الشهرية مثل القلق وخفض مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول (12).
ملخص :
يبدو أن تناول الزعفران وشم رائحته يساعد في علاج أعراض الدورة الشهرية، مثل التهيج والصداع والرغبة الشديدة والألم والقلق.
5- قد يعمل الزعفران كمنشط جنسي
تعدّ المنشطات الجنسية أطعمة أو مكملات تساعد على تعزيز الرغبة الجنسية لديك. أظهرت الدراسات أن الزعفران قد يكون له خصائص مثيرة للشهوة الجنسية – خاصة عند الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب.
على سبيل المثال، أدى تناول 30 مجم من الزعفران يوميًا على مدار 4 أسابيع إلى تحسين وظيفة الانتصاب بشكل ملحوظ مقارنة بالدواء الوهمي لدى الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب المرتبط بمضادات الاكتئاب (13).
بالإضافة إلى ذلك، أظهر تحليل لسِتِّ دراسات أن تناول الزعفران يحسن بشكل كبير من وظيفة الانتصاب، والرغبة الجنسية، والرضا العام ولكن ليس له علاقة بخصائص السائل المنوي (14).
في النساء ذوات الرغبة الجنسية المنخفضة بسبب تناول مضادات الاكتئاب، يقلل 30 ملغ من الزعفران يوميًا على مدى 4 أسابيع من الألم المرتبط بالجنس وزيادة الرغبة الجنسية والتزليق، مقارنةً بالعلاج الوهمي(15) .
ملخص :
قد يكون للزعفران خصائص كمنشط جنسي لكل من الرجال والنساء وقد يساعد بشكل خاص أولئك الذين يتناولون مضادات الاكتئاب.
6- قد يقلل الشهية ويساعد على إنقاص الوزن
تناول الوجبات الخفيفة عادة شائعة قد تؤدي إلى زيادة الوزن. وفقًا للأبحاث، قد يساعد الزعفران في منع تناول الوجبات الخفيفة عن طريق كبح الشهية.
ففي دراسة واحدة مدتها 8 أسابيع، شعرت النساء اللاتي تناولن مكملات الزعفران بشبع أكبر بشكل ملحوظ، وتناولن وجبات خفيفة بشكل أقل، وفقدن وزنًا أكبر بكثير من النساء في مجموعة العلاج الوهمي (16).
وفي دراسة أخرى استمرت 8 أسابيع أيضاً، ساعد تناول مكمل مستخلص الزعفران بشكل كبير في تقليل الشهية ومؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر وكتلة الدهون الكلية (17).
ومع ذلك، فإن العلماء غير متأكدين من كيفية كبح الزعفران للشهية ويساعد على إنقاص الوزن. إذ أشارت إحدى النظريات أن الزعفران يرفع من مزاجك، مما يقلل بدوره من رغبتك في تناول وجبة خفيفة (18).
ملخص :
لقد ثبت أن الزعفران يقلل من تناول الوجبات الخفيفة ويحد من الشهية. في المقابل، قد تساعدك هذه السلوكيات على إنقاص الوزن.
7- الفوائد الأخرى الصحية المحتملة للزعفران
تم ربط الزعفران بفوائد صحية أخرى لم تتم دراستها على نطاق واسع بعد:
- قد يقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات وأنبوب الاختبار إلى أن خصائص الزعفران المضادة للأكسدة قد تخفض نسبة الكوليسترول في الدم وتمنع الأوعية الدموية والشرايين من الانسداد (19، 20).
- قد يخفض مستويات السكر في الدم. قد يخفض الزعفران مستويات السكر في الدم ويزيد من حساسية الأنسولين، كما هو موضح في دراسات أنبوب الاختبار والفئران المصابة بداء السكري (21).
- قد يحسن البصر لدى البالغين المصابين بالضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD). إذ يمكن أن يحسن الزعفران البصر لدى البالغين المصابين بـ AMD ويحمي من ضرر الجذور الحرة المرتبط بـ AMD .
- قد يحسن الذاكرة لدى البالغين المصابين بمرض الزهايمر. قد تعمل خصائص مضادات الأكسدة في الزعفران على تحسين الإدراك لدى البالغين المصابين بمرض الزهايمر (22).
ملخص :
تم ربط الزعفران بالعديد من الفوائد الصحية المحتملة الأخرى، مثل تحسين مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومستويات السكر في الدم والبصر والذاكرة. ومع ذلك، لا زالت هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاستخلاص استنتاجات أقوى.
8- من السهل إضافة الزعفران إلى نظامك الغذائي
بجرعات الصغيرة، يتمتع الزعفران بطعم ورائحة خفية ويزيد من لذّة الأطباق، مثل الباييلا والريزوتو وأطباق الأرز الأخرى. كما أن أفضل طريقة لاستخلاص النكهة الفريدة للزعفران هي نقع الخيوط في ماء ساخن – ولكن ليس مغليًا. أضف الخيوط والسائل إلى وصفتك للحصول على نكهة أعمق وأكثر ثراءً.
يمكن إيجاد الزعفران بسهولة في معظم الأسواق المتخصصة ويمكن شراؤه كخيوط أو في شكل مسحوق. من الأفضل شراء الخيوط، حيث يمكن استخدامها بعدة طرق مختلفة ويقل احتمال تعرضها للغش.
على الرغم من أن الزعفران هو أغلى أنواع التوابل في العالم، إلا أن كمية صغيرة منه توفر الكثير من الفوائد. ليس هذا فقط، بل إن استخدام الكثير من الزعفران يمكن أن يمنح وصفاتك طعمًا طبيًا قويًا ولذيذاً.
ملخص :
للزعفران طعم ورائحة خفية، مما يجعل من السهل إضافته إلي نظامك الغذائي. يمتزج جيدًا مع الأطباق اللذيذة كل ما عليك فعله، هو نقع خيوط الزعفران في الماء الساخن لإعطاء نكهة أعمق.
المخاطر والاحتياطات والجرعة
بشكل عام، يعتبر الزعفران مادة آمنة، لكن هناك بعض الآثار له، والتي يمكن أن نقول عنها جانبية أو معدومة. ففي كميات الطهي القياسية، لا يسبب الزعفران آثارًا ضارة على البشر.
و كمكمل غذائي، يمكن للناس تناول ما يصل إلى 1.5 جرام من الزعفران يوميًا بأمان. ومع ذلك، فقد ثبت أن 30 ملغ فقط من الزعفران يوميًا كافية لجني فوائده الصحية (23).
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون للجرعات العالية من 5 جرامات أو أكثر آثار سامة. لذلك يجب على الحوامل تجنب الجرعات العالية التي قد تسبب الإجهاض. كما هو الحال مع أي مكمل، تحدث مع أخصائي الرعاية الصحية قبل تناول الزعفران في شكل مكمل (24، 25).
لكن هناك مشكلة أخرى مع الزعفران – وخاصة مسحوق الزعفران – هو أنه قد يكون مغشوشًا (مختلطًا) بمكونات أخرى، مثل البنجر وألياف الحرير المصبوغة باللون الأحمر والكركم والفلفل الحلو. إذ يقلل الغش من التكلفة بالنسبة للمصنعين لأن الزعفران الحقيقي مكلف للحصاد (26).
لذلك فإنه من المهم شراء الزعفران من علامة تجارية موثوقة لضمان حصولك على منتج أصيل. إذا كان الزعفران يبدو رخيصًا جدًا، فمن الأفضل تجنبه.
ملخص :
في الجرعات القياسية، يكون الزعفران آمنًا بشكل عام مع آثار جانبية قليلة أو معدومة. تأكد من شراء الزعفران من علامة تجارية أو متجر موثوق لتجنب المنتجات المغشوشة.