فهم الفصام
الفُصام هو اضطراب نفسي مزمن يؤثر على:
- السلوكيات
- الأفكار
- المشاعر
قد يمر الشخص المصاب بهذا الاضطراب بفترات يبدو أنه فقد فيها الاتصال بالواقع، قد يواجهون العالم بشكل مختلف عن الأشخاص من حولهم.
ما الذي يسبب مرض انفصام الشخصية؟
لا يعرف الباحثون ما الذي يسبب مرض انفصام الشخصية بالضبط، لكن يعتقد أن مجموعة من العوامل تلعب دورًا. يمكن أن يساعد فهم الأسباب المحتملة وعوامل الخطر لمرض انفصام الشخصية في توضيح الأشخاص المعرضين للخطر.
الجينات
تعتبر الجينات واحدة من أكثر عوامل الخطر لمرض انفصام الشخصية. يميل هذا الاضطراب إلى الانتشار في العائلات. إذا كان لديك والد أو أخ أو قريب آخر مصاب بهذه الحالة فقد يكون لديك احتمال أكبر للإصابة أيضًا.
ومع ذلك لا يعتقد الباحثون أن جينًا واحدًا هو المسؤول عن هذا الاضطراب، بدلاً من ذلك فإنهم يشتبهون في أن مجموعة من الجينات يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة.
أظهرت دراسات على التوائم أن الجينات تلعب دورًا أساسيًا لكنها ليست السبب الوحيد المحدد. وجد الباحثون أنه إذا كان أحد الشقيقين المتطابقين مصابًا بالفصام فإن فرصة إصابة التوأم الآخر مصابًا بمرض انفصام الشخصية هي 1 إلى 2، ويظل هذا صحيحًا حتى لو تم تربية التوائم بشكل منفصل.
إذا كان التوأم غير متطابق (أخوي) وتم تشخيص إصابته بالفصام فإن فرصة أصابة التوأم الآخر1 في 8. في المقابل فإن خطر الإصابة بالأمراض في عموم السكان هي 1 في 100.
التغيرات الهيكلية في الدماغ
إذا تم تشخيصك بمرض انفصام الشخصية فقد تكون لديك اختلافات جسدية طفيفة في دماغك، لكن هذه التغييرات لا تظهر لدى كل من يعاني من هذا الاضطراب. قد تحدث أيضًا في الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب في الصحة العقلية. تشير النتائج أنه حتى الاختلافات الطفيفة في بنية الدماغ قد تلعب دورًا في الإصابة بهذا الاضطراب النفسي.
التغيرات الكيميائية في الدماغ
سلسلة من المواد الكيميائية المعقدة المترابطة في الدماغ تسمى الناقلات العصبية هي المسؤولة عن إرسال الإشارات بين خلايا الدماغ. يُعتقد أن الاختلالات في هذه المواد الكيميائية تلعب دورًا في تطور مرض انفصام الشخصية وحالات الصحة العقلية الأخرى.
يبدو أن الدوبامين علة وجه الخصوص يلعب دورًا في تطور مرض انفصام الشخصية. وجد الباحثون دليلًا على أن الدوبامين يسبب تحفيزًا مفرطًا للدماغ لدى الأشخاص المصابين بالفصام.
ترتبط الغلوتامات أيضاً بمرض انفصام الشخصية. تشير عدة أدلة على ارتباطها بالانفصام ولكن الأدلة غير حاسمة.
عوامل متعلقة بالحمل أو الولادة
قد تزيد المضاعفات قبل الولادة وأثناءها من احتمالية إصابة الشخص باضطرابات نفسية بما في ذلك الفصام.
تشمل هذه المضاعفات:
- العدوى أثناء الحمل
- المخاض المبكر
- مضاعفات الولادة بما في ذلك نقص الأكسجين أثناء الولادة (الاختناق)
- انخفاض الوزن عند الولادة
- سمنة الأمهات أثناء الحمل
- بعض الظروف الصحية للأم مثل مرض السكري
- بعض المشكلات الصحية المتعلقة بالحمل مثل تسمم الحمل
- موسم الميلاد
أجريت العديد من الدراسات التي بحثت في العلاقة بين مضاعفات ما قبل الولادة وانفصام الشخصية على الحيوانات.
يواجه الأشخاص المصابون بالفصام هم أيضًا ارتفاع نسبة مواجهة مضاعفات أثناء الحمل.
من غير الواضح ما إذا كان أطفالهم معرضين لزيادة احتمالية الإصابة بهذه الحالة بسبب الجينات أو مضاعفات الحمل أو مزيج من الاثنين.
صدمة الطفولة
يُعتقد أيضًا أن صدمة الطفولة هي عامل مساهم في الإصابة بالفصام. يعاني بعض الناس المصابون بالفصام من هلوسات مرتبطة بسوء المعاملة أو الإهمال الذي تعرضوا له عندما كانوا أطفالًا. كما أن الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالفصام إذا اختبروا موت اقربائهم أثناء الطفولة أو الانفصال الدائم لأحد الوالدين أو كليهما.
يرتبط هذا النوع من الصدمات بمجموعة متنوعة من التجارب المبكرة المعاكسة الأخرى لذلك لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الصدمة سببًا لمرض انفصام الشخصية أم أنها مرتبطة فقط بالحالة.
عوامل قد تستثير و تحفز ظهور مرض انفصام الشخصية؟
المحفزات هي عوامل أخرى قد تلعب أيضًا دورًا في تطور مرض انفصام الشخصية لدى الأشخاص المعرضين للخطر.
الضغط
في حين أن التوتر لا يسبب الفصام إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى نوبة من الذهان.
قد تؤدي أحداث الحياة المجهدة إلى حدوث نوبة مثل:
- إساءة (عاطفية أو جسدية أو جنسية)
- انفصال أو طلاق
- وفاة أحد أفراد أسرته
- فقدان الوظيفة
في حين أن التوتر لا يسبب الفصام بشكل مباشر، يوضح بحث أنه قد يلعب دورًا في تطور مرض انفصام الشخصية لدى أولئك المعرضين بالفعل للخطر.
تعاطي المخدرات في السابق
استخدام القنب أو الكوكايين أو إل إس دي أو الأمفيتامينات أو العقاقير المماثلة لا تسبب الفصام. لكن أظهرت الأبحاث أن استخدام هذه الأدوية قد يؤدي إلى ظهور أعراض الفصام لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
هل يمكنك منع الفصام؟
نظرًا لأن الباحثين لا يفهمون تمامًا أسباب الإصابة بالفصام فلا توجد طريقة مؤكدة للوقاية منه. ومع ذلك إذا تم تشخيصك بهذا الاضطراب فإن اتباع خطة العلاج الخاصة بك يمكن أن يقلل من احتمالية الانتكاس أو تفاقم الأعراض. وبالمثل إذا كنت تعلم أنك في خطر متزايد للإصابة بهذا الاضطراب – عن طريق رابط جيني مثلاً – فيمكنك اتخاذ خطوات لتجنب العوامل المعروفة مثل التوتر وتعاطي المخدرات.
ما هي أعراض مرض انفصام الشخصية؟
تظهر أعراض الفصام عادة لأول مرة بين أعمار 16-30 سنة، ونادرًا ما تظهر أعراض الاضطراب على الأطفال.
تنقسم الأعراض إلى أربع فئات:
- إيجابية
- سلبية
- إدراكية
- الاضطراب أو السلوكيات الجامدة
بعض هذه الأعراض موجودة دائمًا وتحدث حتى خلال فترات نشاط الاضطراب المنخفض. تظهر الأعراض الأخرى فقط عندما يكون هناك انتكاس أو نشاط متزايد.
الأعراض الإيجابية
قد تكون الأعراض الإيجابية علامة على أنك تفقد الاتصال بالواقع، مثل:
- الهلوسة أو سماع أصوات
- الأوهام
- اضطرابات التفكير أو طرق التفكير المختلفة
الأعراض السلبية
تعارض الأعراض السلبية السلوكيات العادية. الأمثلة تشمل:
- عدم وجود الحافز أو الرغبة
- انخفاض التعبير عن المشاعر (“ردة فعل باردة”)
- فقدان المتعة في الأنشطة اليومية
- صعوبة في التركيز
الأعراض الإدراكية
تؤثر الأعراض الإدراكية على الذاكرة وصنع القرار ومهارات التفكير النقدي. تشمل:
- صعوبة في التركيز
- صعوبة في اتخاذ القرارات “التنفيذية”
- مشاكل في استخدام أو استدعاء المعلومات فور تعلمها
الاضطراب
أعراض الاضطراب العقلي والجسدي. مثل:
- السلوكيات الحركية مثل حركات الجسم غير المنضبط
- صعوبات في الكلام
- مشاكل تذكر الذاكرة
- فقدان التنسيق العضلي وعدم التنسيق
متى تطلب المساعدة؟
إذا كنت تعتقد أنك أو أحد أفراد أسرتك تظهر عليه علامات الفصام فمن المهم طلب العلاج الفوري. ضع هذه الخطوات في الاعتبار أثناء طلب المساعدة أو تشجيع شخص آخر على العثور على المساعدة.
- تذكر أن الفصام مرض بيولوجي: علاجه لا يقل أهمية عن علاج أي مرض آخر.
- ابحث عن نظام دعم: ابحث عن شبكة يمكنك الاعتماد عليها أو ساعد أحبائك في العثور على شبكة يمكنهم الاستفادة منها للحصول على إرشادات، وهذا يشمل الأصدقاء والعائلة والزملاء ومقدمي الرعاية الصحية.
- تحقق من وجود مجموعات دعم في مجتمعك: قد يستضيف المستشفى المحلي واحدة أو يمكنهم المساعدة في توصيلك بواحدة.
- مواصلة العلاج المستمر: يساعد العلاج والأدوية الناس على عيش حياة منتجة ومجزية. يجب أن تشجع أحد أفراد أسرتك على مواصلة خطط العلاج.
كيف يتم علاج مرض انفصام الشخصية؟
لا يوجد علاج لمرض انفصام الشخصية فهو يتطلب علاجًا مدى الحياة. لكن تساعد العلاجات على تخفيف الأعراض والقضاء عليها مما قد يساعدك في إدارة الحالة.
تقلل الأدوية من احتمال الانتكاس أو دخول المستشفى، و تسهل التعامل مع الأعراض وتحسين الحياة اليومية.
تشمل العلاجات النموذجية لمرض انفصام الشخصية ما يلي:
- الأدوية المضادة للذهان: تؤثر هذه الأدوية على كيمياء الدماغ. تساعد في تقليل الأعراض من خلال التأثير على مستوى المواد الكيميائية التي يُعتقد أنها متورطة في الاضطراب.
- العلاج النفسي الاجتماعي: يمكنك تعلم مهارات التأقلم لمساعدتك في إدارة بعض التحديات التي يسببها هذا الاضطراب. يمكن أن تساعد هذه المهارات في إكمال الدراسة والحصول على وظيفة والحفاظ على جودة الحياة.
- رعاية تخصصية منسقة: يجمع هذا النهج العلاجي بين الأدوية والعلاج النفسي الاجتماعي. كما يضيف التكامل الأسري والتعليم والاستشارات الوظيفية. يهدف هذا النوع من الرعاية إلى تقليل الأعراض وإدارة فترات النشاط العالي وتحسين نوعية الحياة.
يعد العثور على أخصائي رعاية صحية تثق به خطوة أولى مهمة نحو إدارة هذه الحالة. ستحتاج على الأرجح إلى مجموعة من العلاجات لإدارة هذه الحالة المعقدة.
قد يحتاج أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك أيضًا إلى تغيير خطة العلاج الخاصة بك خلال فترات مختلفة من حياتك.
الخلاصة
الفصام هو حالة نفسية تدوم مدى الحياة. ليس من المعروف سبب الإصابة بهذا الاضطراب لكن من المحتمل أن تلعب مجموعة من العوامل دورًا. يمكن أن يساعد فهم الأسباب المحتملة وعوامل الخطر لمرض انفصام الشخصية في توضيح الأشخاص المعرضين للخطر وكيفية مساعدتهم.
المصادر
Blomström A, et al. (2015). Associations between maternal infection during pregnancy, childhood infections, and the risk of subsequent psychotic disorder — a Swedish cohort study of nearly 2 million individuals.
academic.oup.com/schizophreniabulletin/article/42/1/125/2518944
Carol EE, et al. (2021). Acute physiological and psychological stress response in youth at clinical high-risk for psychosis.
frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyt.2021.641762/full
Dalman C, et al. (2018). Signs of asphyxia at birth and risk of schizophrenia.
cambridge.org/core/journals/the-british-journal-of-psychiatry/article/signs-of-asphyxia-at-birth-and-risk-of-schizophrenia/A604D491A78269DE5837433B897518B4
Dietsche B, et al. (2017). Structural brain changes in schizophrenia at different stages of the illness: A selective review of longitudinal magnetic resonance imaging studies.
journals.sagepub.com/doi/10.1177/0004867417699473
Edlow AG. (2017). Maternal obesity and neurodevelopmental and psychiatric disorder in offspring.
ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5572633/
Gejman PV, et al. (2011). The role of genetics in the etiology of schizophrenia.
sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0193953X09001051